http://ibrahimalbrri.blogspot.com/2011/12/blog-post.html#ixzz2mznUMuyS

بحث هذه المدونة الإلكترونية

راقب ذهنك قبل ان تأكل... مهم جدا

إنّ حالة الذهن عندما نأكل أكثر أهمية مما نأكل.

الطعام سيؤثر فيك بطريقة مختلفة إنْ أكلت وأنت فرح مبتهج عن حالة أكلك وأنت ممتلئ بالحزن والقلق.

إنْ كنت تأكل و أنت منزعج، عندها حتى أفضل غذاء سيكون له تأثير سام. و إنْ كنت تأكل بفرح، عندها من الممكن تحويل السم وتفادي كامل تأثيره، وهذا ممكن جداً. لذلك حالة ذهنك و أنت تأكل مهمة.



في روسيا، كان هناك عالم نفس عظيم هو (بافلوف). لقد قام ببعض التجارب على الحيوانات وتوصل إلى استنتاج مذهل. لقد جرب على بعض الكلاب والقطط:

قدم طعاماُ لقطة مع مراقبتها بجهاز أشعة سينية لرؤية ماذا يحصل في معدتها بعد تناولها الطعام. عندما يصل الطعام إلى المعدة تبدأ المعدة فوراً بإفراز العصارات الهاضمة. لكن بافلوف جلب كلباً في نفس التوقيت ووضعه على النافذة، عندما نبح الكلب، خافت القطة وأظهر الجهاز أن إفراز العصارات الهاضمة توقف. لقد انغلقت المعدة وانكمشت. بعدها أُبعد الكلب، لكن لمدة ست ساعات بقيت معدة القطة بنفس الحالة.

رغم إبعاد الكلب لم تبدأ عملية الهضم وبقي الطعام غير مهضوم في المعدة طوال هذه المدة. بعد ست ساعات بدأت العصارات الهاضمة تتدفق مجدداً، لكن الطعام أصبح صلباً صعباً وغير قابل للهضم. أي أنه عندما أصبح ذهن القطة قلقاً بسبب وجود الكلب توقفت معدتها عن العمل.

إذاً ماذا عن حالتنا نحن؟ إننا نعيش بقلق لمدة 24 ساعة في اليوم. إنها لمعجزة كيف يتم هضم الطعام الذي نأكله، كيف استطاع الوجود أن يستمر بالرغم منا نحن!

ليس لدينا أدنى رغبة لهضم طعامنا. إنها بالتأكيد معجزة أيضاً أن نبقى أحياء!

يجب أن نكون شاكرين دائماً وسعداء.

لكن في بيوتنا، الجلوس إلى طاولة الطعام هي أكثر الحوادث كآبة.

الزوجة تنتظر طوال اليوم قدوم زوجها إلى البيت ليأكل، وعندها تفرّغ أمامه جميع انفعالاتها العاطفية التي قد جمّعتها طيلة النهار. تفرغها وهو يأكل!. إنها لا تعلم أنها تقوم بدور العدو! لا تعلم أنها تدس السم في صحن زوجها.

الزوج أيضاً، قلق ومنزعج من العمل. إنه يرمي طعامه في معدته بأي طريقة ويرحل.

ليس لديه أدنى فكرة؛ أن العمل الذي أجراه بسرعة وهرب منه، ينبغي أن يكون عبادة. إنه عمل يجب أن لا يتم بعجلة.

يجب أن تأكل وكأنك تدخل إلى معبد أو تركع للصلاة أو تنشد أغنية إلى حبيبك!

حتى أن الأكل أكثر أهمية، فهو يقدم التغذية للجسم، فيجب أن نأكل بحالة سعادة قصوى، بحالة عبادة مليئة بالمحبة.



كلما كنا أكثر استمتاعاً وسعادة وأكثر استرخاءً ودون قلق عند تناول الطعام، عندها يبدأ طعامنا بالتحول إلى الغذاء الصحيح.

إن النظام الغذائي (العنيف) لا يعني أن الإنسان يأكل غذاء غير نباتي فحسب، بل إن الأكل يكون عنيفاً أيضاً عندما نأكل بغضب. كلا هذين الأمرين شديدي العنف.

عندما يأكل المرء بغضب أو بقلق وانزعاج فهو أيضا يأكل بعنف. إنه لا يدرك أبداً أنه عنيف عدواني كأنه يأكل لحم أخيه!! إن لحم جسمه يحترق من الداخل بسبب الغضب والقلق، لذلك طعامه لا يمكن أن يكون غير عنيف.



الجزء الآخر من الغذاء الصحيح أنك يجب أن تأكل بسلام ومتعة. إنْ لم تكن بمثل هذه الحالة، من الأفضل أنْ تنتظر ولا تأكل لفترة. عندما يصبح دماغك مستعداً تماماً، عندها فقط يجب أن تأكل وجبتك.

ما هي المدة اللازمة لراحة الدماغ؟ لو كنت مدركاً كفاية، فأطول مدة تبقى فيها جائعاً تصل إلى يوم كامل. لكننا لا نضايق أنفسنا أبداً بسماع الجسد والدماغ. نحن نأكل كامل طعامنا بآلية ميكانيكية بحتة. واحدنا يبلع طعامه بسرعة ويغادر الطاولة مسرعاً. وهذا مرض خطير جداً.

على مستوى الجسم، الغذاء الصحيح يجب أن يكون صحياً، غير منبّه، وغير عنيف؛ وعلى المستوى النفسي ينبغي أن يكون الدماغ بحالة سعادة وابتهاج؛ وعلى مستوى الروح يجب أن يكون هناك شعور بالامتنان والشكر. هذه الأشياء الثلاثة تجعل الغذاء صحيحاً.



يجب أن نشعر مثل:" لأن الطعام متوفر لي اليوم، أنا شاكر جداً. لقد مُنحت يوماً آخر لأعيش أنا ممتن كثيراً. هذا الصباح استيقظت مجدداً، واليوم أيضاً أعطتني الشمس نورها، اليوم سأكون قادراً على رؤية القمر مرة أخرى، أنا حي مرة أخرى اليوم!!!

لم يكن من الضروري أن أكون حياً اليوم، كنت ربما قد دُفنت اليوم في القبر--لكن الحياة قد مُنحت لي مجدداً. أنا لم أكسبها بجهدي بل قد أُهديت لي مجاناً."

هذا الشكر يجب أن يكون في قلب كل واحد منا. فنحن نأكل ونشرب ونتنفس.

شكر وامتنان تجاه الحياة بكاملها، العالم كله،الكون، الطبيعة، تجاه الله .

قبل يومين من وفاة Rabindranath قال: "يا الله كم أنا شاكر لك! يا سيدي كيف أعبر عن امتناني؟ لقد منحتني هذه الحياة عندما كنت لا أستحقها أبداً. لقد أعطيتني التنفس عندما لم يكن لدي حق بالتنفس. وهبتني اختبار الجمال والهناء الذي لم أحصل عليه بنفسي أبداً. أنا شاكر لك. لقد طغت أفضالك عليَّ.

ولو كنت قد تحملت أي ألم أو معاناة أو مشكلة في هذه الحياة التي وهبتني إياها: لا بد أنْ تكون هذه كلها أخطائي، لأن الحياة التي وهبتني إياها كلها فرح ونعيم. لا بد أنْ يكون ذلك خطئي. لذلك لا أطلب منك أن تحررني من الحياة. إنْ اعتبرتني مستحقاً، أرسلني مجدداً مرات أخرى إلى هذه الحياة. إن الحياة التي منحتني كلها سعادة و أنا شاكر جداً لك."



هذا الشعور، هذا الشعور من الامتنان، يجب أن نُدخله إلى كافة نواحي الحياة؛ وخصوصاً جداً إلى تناول الطعام. عندها فقط نتوصل إلى الغذاء الصحيح.



أوشو - من كتاب (الرحلة الداخلية- The Inner Journey)

ضع تعليقك هنا

اشتراك في يمن العجائب

مجموعات Google
اشتراك في يمن العجائب
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تعديل

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More