سؤال نردده كثيراً وتقف عنده علامات الاستفهام حائرة, فعندما تتكاثر الأحزان وتغرقنا المشكلات وتصارعنا الهموم وتغطي سماء قلوبنا الغيوم.. ننظر حولنا نبحث عن قريب, ونفتش عن صديق يشاركنا همنا ويخفف حزننا فنحتار لمن نبوح ولمن نشكو؟!!
نعلم في قرارة أنفسنا أن الهم همنا والألم ألمنا والجرح جرحنا, ولكن حاجتنا لمن يمسح الدمعة ويخفف الحزن ملحة.
ورغم أهمية الدعاء إلا أننا لا نغفل دور الأشخاص, فالكلمة تخفف آلامنا وتزيل همنا, فنحن بحاجة إلى التنفيس عما في داخلنا حتى لا نمرض, فمعظم مشكلات الإنسان النفسية تكمن في أنه يختزن في داخله كل معاناته وانفعالاته, أما إذا أفرزت وخرجت فإنه يتخلص منها وربما يجد من ينهي معاناته إلى الأبد... ولكن أين ذلك الإنسان الجدير بالثقة! ومن نختار؟! هذا أخ عزيز وهذا صديق مخلص, فهل أشكو لهذا أو لذاك؟!
بعضنا يكتم في داخله مشاكله وبعضنا ينفس عن كربته بالحديث إلى شخص يثق فيه ويعتز برأيه, وبعضنا يثرثر فيشكو أمره للصديق والقريب وربما لمن لا يعرفه على الإطلاق! وهناك من يوزعون مشاكلهم على أكثر من شخص بحسب حجم الود المتبادل فهذا الصديق يشارك في نسبة من حل المشكلات. وذلك بنسبة أقل أو أكثر, ومع هذا وذاك فإن البوح بما في النفس من حزن وتعب ومعاناة أفضل من الكتمان, لكن البوح له شروط وله وقت, والأجدى لكل إنسان أن يختار لنفسه صديقاً ذا خلق ودين يحبه في الله ويثق فيه ويكتم سره فيلقي إليه بما في صدره.
ولكن لا ننسى الالتجاء إلى الله تعالى, فهو مفرج الكروب والقادر على كل شيء, فالدعاء خير معين فهو السلاح الذي نجى الله به نوحاً وموسى وأيوب عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء والصالحين. فمن يلجأ إلى الله فلن يخذله الله أبداً, قال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر :60], وقال عز وجل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...) [ البقرة :186].
وفي النهاية أتنمى أن ينال الموضوع على إعجابكم وأطلب من كل من أطلع على الموضوع أن يكتب ماذا يفعل
