http://ibrahimalbrri.blogspot.com/2011/12/blog-post.html#ixzz2mznUMuyS

بحث هذه المدونة الإلكترونية

ذكاء حبيبة

ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، أن عبد الملك بن عمير قال: آلى امرؤ القيس بن حجر ألاّ يتزوّج امرأة حتى يسألها عن (ثمانية وأربعة واثنين) فجعل يخطب النساء، فإذا سألهنّ عن هذا قُلن: أربعة عشر.. فبينما هو في جوف الليل إذا هو برجل، معه ابنةٌ صغيرة له كأنّها البدر لتمِّه، فأعجبته فقال لها: يا جارية، ما ثمانية واربعة واثنان؟
قالت: أمّا ثمانية فأطباء الكلبة، وأما أربعة فأخلاف الناقة، وأما اثنان فثديا المرأة. فخطبها من أبيها. فزوّجه إياها وشرطت عليه أن تسأله ليلة بنائها عن ثلاث خصال. فأجابها موافقاً، وعلى أن يسوق إليها مائة من الإبل، وعشرة أعبد، وعشر وصائف، وثلاثة أفراس. ثم إنّه أرسل عبده إلى المرأة فأهدى إليها نحياً من سمن، ونحياً من عسل، وحلة من قصب، فنزل العبد في بعض المياه فنشر الحلة فلبسها، ثم أتاها -وهي خلوف- فسألها عن أبيها وأمها وأخيها، ودفع إليها هديتها. فقالت له: أعلمْ مولاك أنّ أبي ذهب يقرِّب بعيداً ويبعد قريباً، وأنّ أمي ذهبت تشقّ النفس نفسين، وأن أخي يراعي الشمس، وأن سماءكم انشقت، وأنّ وعاءكم نضب، فقدم الغلام على مولاه فأخبره، فقال: أمّا قولها ذهب يبعد قريباً ويقرّب بعيداً فإن أباها ذهب يخالف على قومه، وأما قولها ذهبت تشق النفس نفسين فإنّ أمَّها ذهبت تقابل نفساء، وأما قولها أخي يراعي الشمس فإنّ أخاها في سرح يرعاه، وأمّا قولها إنّ سماءكم انشقت فإنّ البرد الذي بعثت به انشق، وقولها إنّ وعاءكم نضب فإن النحيين اللذين بعثت بهما نقصا. فاصدقني، فقصّ عليه الغلام القصة. ثم إنّ امرأ القيس ساق مائة من الإبل وخرج نحوها ومعه الغلام، فقام الغلام يسقي الإبل، فعجز عنها فأعانه امرؤ القيس. فرمى به الغلامُ في البئر. وخرج الإبل حتى أهل المرأة ، وأخبرهم أنّه زوجها. فقيل لها: قد جاء زوجك. فقالت: والله لا أدري أزوجي أم لا؟ ولكن انحروا له جزوراً وأطعموه من كرشها وذنبها. ففعلوا وأكل. ثم قالت: اسقوه لبناً خاثراً -أي حامضاً- فشرب فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم، فنام.
فلمّا أصبح الصباح أرسلت إليه: إنّى أريد أن أسألك فقال: سليني عمّا شئت. فقالت ممّ تختلج شفتاك؟ فقال لتقبيلي إياك. وقالت وممّ يختلج فخذاك؟ فقال لتورُّكي إياك. قالت: عليكم فشدُّوه وثاقاً، ففعلوا.
واجتاز قوم بامرئ القيس فأخرجوه من البئر، فرجع إلى حيّه وساق مائة من الإبل، وأقبل إلى امرأته فقيل لها: قد جاء زوجك فقالت: والله لا أدري أزوجي أم لا؟ ولكن انحروا له جزوراً وأطعموه من كرشها وذنبها ففعلوا. فلمّا أتوه بذلك- قال: فأين الكبدُ والسنام واللحي؟! وأبى أن يأكل. فقالت: اسقوه لبناً خاثراً. فأتي به، فأبى أن يشربه وقال: أين الضريب والريبة؟! فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم، فأبى أن ينام. وقال: افرشوا لي على القلعة الحمراء، واضربوا عليها خباء. ثم أرسلت إليه: هَلُمَّ شَرطتي عليك في المسائل الثلاث. فأرسل إليها أن: سَلي عمّا شِئت. فأرسلت إليه: ممَّ تختلج شفتاك؟ قال: لشرب الشَّعْشَعَاتِ. قالت: فَمِمّ تختلج كشحاك؟ قال: للبسي المحبّرات. قالت: فَمِمَّ يختلج فخذاك؟ قال: لركوبي المطهَّمات. قالت: هذا زوجي لعمري فعليكم به، واقتلوا العبد.
ودخل امرؤ القيس بالجارية التي أحبّها حين رآها، فأعجب بجمالها، وسألها، فكان جوابها شافياً، وكانت بذكائها جديرة بأن تكون قرينة محبوبة له.

ضع تعليقك هنا

اشتراك في يمن العجائب

مجموعات Google
اشتراك في يمن العجائب
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تعديل

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More